محامي مصري يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد كارول سماحة

أعلان القاهرة .. ورقة الشطرنج “كش غبى”

جاءت “مبادرة أعلان القاهرة” بوقف أطلاق النار بين الأطراف المتصارعة فى ليبيا وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها وخروج المرتزقة الأجانب من ليبيا إضافة إلى ما تضمنته من بنود لأستعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية والسيطرة عليها وما واكب ذلك من موقف عربى ودولى داعم سواء من حلفائنا العرب المملكة العربية السعودية والأمارات والبحرين أو من الأردن وغيرها من الدول العربية وعلى الصعيد الدولى كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا عن دعمهم للمبادرة المصرية بشأن أنهاء النزاع فى ليبيا.
وجاءت مبادرة “أعلان القاهرة” كما وأنها حركة بارعة على “رقعة الشطرنج” من الإدارة السياسية المصرية وضعت الغاصب التركى فى موقف حرج للأسباب الآتية:
1- جاءت مبادرة “أعلان القاهرة” مبادرة متوازنة وعادلة وعلى أعلى مستوى من الشفافية والجدية لأنهاء المأساة الأنسانية ووقف نزيف الدم فى ليبيا , وأعطاء الشعب الليبى حق تقرير المصير.
2- التأييد الدولى الداعم لمبادرة “أعلان القاهرة” زاد الموقف التركى تعقيداً , ومنح الإدارة المصرية والسياسة المصرية الإشادة والدعم بالموقف المصرى الداعم للشعب الليبى وأنهاء المأساة الأنسانية فى ليبيا , وما يترتب على ذلك من تسجيل المجتمع الدولى لهذا الموقف السياسى المصرى الحكيم والعادل , وأن أى تغيير مستقبلاً فى أستراتيجية وشكل المواجهة على الأرض كان نتيجة تعنت الجانب التركى المعتدى.
3- جاءت مبادرة “أعلان القاهرة” كالصاعقة على الدول الداعمة “للبلطجة التركية فى ليبيا وجعلتهم فى موقف لا يحسدون عليه لمبادرة مصرية عادلة لا يمكن رفضها .. إلا من فاجر يؤيد العبث الليبى بالمقدرات الليبية (جعلهم فى حيرة خارج رقعة الشطرنج) لأنهم مثل قطع الشطرنج ذاتها , ومن يلعب هو الغاصب التركى ضد المارد المصرى.
4- مبادرة “أعلان القاهرة” مفرمل للمخططات التركية فى ليبيا , والتى تفكك الميليشيات وتسلم سلاحهم وتخرج المرتزقة الأجانب .. وهذا يعيد الغاصب التركى لنقطة الصفر.
5- جاءت مبادرة “أعلان القاهرة” تبرز الغطرسة التركية التى لا تعبئ بالمجتمع الدولى الذى أيد المبادرة المصرية وأظهر جلياً أن الأطماع التركية تسير وفق خطة شيطانية غير عابئة بوقف نزيف الدم الليبى وأنهاء المأساة الأنسانية خصوصاً وقد ضربت تركيا عرض الحائط بالأتفاقيات والأجماع الدولى على حظر توريد السلاح إلى ليبيا .. مما يظهر جلياً التحدى التركى للمجتمع الدولى بأسره “كش غبى”.
فإذا كانت الدبلوماسية المصرية تكسب المزيد من الدعم التركى الدولى وتحرج البلطجى التركى وأعوانه أمام المجتمع الدولى من على رقعة الشطرنج .. فهذا لأن مصر تدير الصراع بأستراتيجيتها هى ولا تستطيع أى قوى أى كانت أستفزازها أو جرها إلى رد فعل عادى أو متوقع لذا فكانت مبادرة “أعلان القاهرة” لتؤكد للمجتمع الدولى أن مصر لا تريد سوى حقن دماء الشعب الليبى وخروج الميليشيات المسلحة من ليبيا وأظهرت الأتراك وأعوانهم ونواياهم فى ليبيا وتطوير مصر لأستراتيجيتها حول المسألة الليبية فى إطار من دعم من المجتمع الدولى , هى أستراتيجية فى منتهى الذكاء والدهاء.
وهو ما يجعل علينا من الصعب توقع الخطوات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية القادمة المهم الآن أن ما حدث نتيجة مبادرة “أعلان القاهرة” هى ضربة سياسية موجهة إلى المتغطرس التركى وهى سياسياً بمثابة “كش غبى”.
عصام البنانى
المحامى بالنقض