محامي مصري يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد كارول سماحة

أوكرانيا – التطور الطبيعى والأخير للثورات الملونة

كتب: عصام البناني

أن ما يحدث فى أوكرانيا قد ألقى بظلاله على العالم من كافة النواحى السياسية والأقتصادية والاجتماعية , بل من الممكن أن تجر تلك الحرب العالم بأكمله لحرب عالمية ثالثة لا يعلم عواقبها إلا المولى عز وجل .. ولكن نحن هنا نؤكد على ما طرحناه سلفاً وما تؤكده الحرب الروسية الأوكرانية أن تلك الحرب ما هى إلا نتاج الثورات الملونة والفوضى الخلاقة التى تم الإعداد لها من عقود طويلة ولا يهم المحركين لتلك الثورات أى دمار أو قتل أو تشريد ينتج عن تلك الثورات.
ورئيس أوكرانيا زيلينسكى هو نتاج تلك الثورات الملونة والربيع الزائف فى أبهى صوره حيث لا يصدق أن ممثل كوميدى يؤدى شخصية مدرس تاريخ بسيط فى مسلسل “خادم الشعب” يصبح بمحض الصدفة رئيساً للجمهورية عقب إنتشار شريط مصور يظهره وهو يستخدم ألفاظاً نابية ضد الفساد .. فأصبح مؤثراً فى فكر وخيال الأوكرانيين , ثم قام زيلينسكى بتأسيس حزب بأسم “خادم الشعب” وأستخدم المسلسل للترويج لفكر الحزب والوصول للسلطة “على طريقة هوليوود”.
وجدير بالذكر أن القناة التى أذاعت المسلسل وبثته هى قناة يملكها رجل الأعمال المقيم فى إسرائيل وهو يدعى/ إيهور كونوميسكى وزيلينسكى نفسه دائم التعاطف مع الكيان الصهيونى وضد المقاومة الفلسطينية.

والحرب الروسية الأوكرانية هى إحدى مخلفات الثورات الملونة التى تركت لنا مخلفات من التهجير واللاجئين والفوضى والخراب ونرى أن من آثارها حتى الآن:
1- فشل نموذج الثورات الملونة فى أوضح صور تدمير البلاد وتشريد الشعب , وأن الموالين لتلك الثورات لا يهمهم مصلحة الشعب أو أمنه أو أمانه ولا حتى روحه وأن الموالين يكونو مجموعة من الخونة والعملاء والمتآمرين مع دول أجنبية لهدم بلادهم دون أى خطة للبناء ويستغلون السذج والأغبياء وضعاف النفوس والشخصية لجعلهم وقود لتلك الثورات.
2- أن مشاهد اللاجئين والمهجرين الأوكرانيين وهم يغادرون مساكنهم إلى بلدان اللجوء مشردين مهجرين تاركين ديارهم وأموالهم وثروات بلادهم وفاقدى زويهم سواء قتلى أو جرحى أو مهجرين لن تجعل حجة لأى ساذج أو ضعيف الشخصية.
3- حتى الأصوات التى ظلت تضحك على نفسها بأن تلك الثورات نابعة من ذات الشعب ومن داخل تلك الدول .. عليها أن تصمت إلى الأبد ..
حيث أن تلك الثورات تكون وليد مؤامرات مدبرة وللأسف عملاء من أبناء البلد يتدربون فى الخارج ويدربون أخرين بعد تجنيدهم من أبناء البلاد التى يقومون بالتخريب فيها وإثارة الفوضى , وكلما زادت الفوضى وزاد عدد القتلى والجرحى كانت الثورة أنجح والثأر بين الثوار ومؤسسات الدولة أكثر ضراوة.

وكل هذا لتغيير السلطة والحكومة فى تلك البلاد إلى سلطة أو حكومة تابعة لتلك الدول العظمى وتظهر الحقيقة أن ما تم إعداده وإنفاقه والتدريب عليه لتنفيذ مخططات لمصلحة دول كبرى وإن كان ذلك على أنقاض من الجثث واللاجئين والمفقودين وتدمير الأقتصاد والبنية التحتية والدولة ككل.
وتطور الثورات الملونة والفوضى الخلاقة إلى مرحلة الحرب بالوكالة مما يعنى أن تلك الثورات المدعومة من الخارج هى لمصلحة تلك البلاد العظمى الداعمة وضد المواطن أبن البلد وأن على أى عميل أو متآمر مع الخارج (وهم من يخربون بلادهم بتلك الثورات ويطلقون عليهم الضباع لهدم تلك الدول بيد وسواعد أبناءها ودون حرب) ويجب على كل متآمر مع الخارج أو تم الزج به فى تلك الثورات الملونة أن يشاهد ويفهم وأن يصمت إلى الأبد .. حيث أن هؤلاء العملاء المدربين بالخارج يتاجرون ببلادهم لمصالحهم ومصالح دول أخرى.
وهنا يجب أن نقف تحية وإجلالاً للجيش والأجهزة الأستخبراتية والسيادية فى جمهورية مصر العربية والتى حققت المعجزة بدحض نتاج الثورة من الفوضى والأخوان وتحقيق معجزة 30 يونيو , وإعادة البلاد قبل الأنهيار والتقسيم بعكس رغبة دول عظمى خططت ودبرت ونفذت وأنفقت المليارات لإسقاط الدولة المصرية وتقسيمها لكنها دائماً تنسى أن الشعب المصرى غير وأن الجيش المصرى غير , وعليهم تدريس كيف أعاد الجيش المصرى مصر للمصريين 30 يونيه كما يدرسون إلى الآن كيف هزم الجيش المصرى إسرائيل الهزيمة الوحيدة فى تاريخها بهزيمة مدوية 1973م.