مراية الحب عمياء أصل المثل

مراية الحب عمياء أصل المثل

مراية الحب عمياء أصل المثل، تعد اللغة المصرية غنية بالأمثلة الشعبية، والتي تحكي عن المواقف المتعددة التي تمر بالحياة المصرية، ومن بين الأمثلة الشعبية مراية الحب عمياء وأصل المثل، والتي سنتعرف على معناها في السطور التالية.

إذا كان أجدادنا قالو قديما إن الحب أعمى ومراية الحب عمياء فإن فريقا علميا في جامعة يونيفرستي كولدج بلندن أكدوا نفس المقولة في دراسة علمية.

العلماء قالوا إنهم توصلوا إلى أن هناك مناطق من المخ تتوقف عن العمل عند التطلع إلى المحبين سواء كانوا عشاقاً أو أطفالا موضحين أن هذه الأجزاء من المخ تمثل النظام المسئول عن التقديرات السلبية وإبراز العيوب وتوجيه النقد لمن نحب من الأشخاص.

وقال الباحثون في الدراسة أنه بإجراء أكثر من مسح بالأشعة لأدمغة أمهات شابات ظهر أنها تنشط عندما يتطلهن لأطفالهن الرضع بنفس طريقة نشاطها عند التطلع إلى صور أحبائهن من الرجال، مؤكدين أن منطقة معينة في المخ هي المسئولة عن التفكير الناقد تتعطل عن العمل في نفس اللحظة.

وقال د. أندرياس بارتليز الذي قاد فريق البحث إن كلا من الحب الرومانسي وعاطفة الأمومة لها وظيفة بيولوجية وثيقة الصلة بأهمية التطور الحيوي وحب الحياة، حيث تعود هذه الدراسة إلى العام 2010

ويعلق الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر على الدراسة، مؤكدا أنه من الطبيعي ألا تنتقد أو تعمل عقولنا بصورة نقدية تجاه من نحبهم وذلك لأننا اخترناهم واستقر في وجداننا وعقلنا رضانا عنهم والارتياح إليهم.

وبالتالي فليس هناك داع لأن تجهد مناطق العقل النقدية تجاههم وهذا معروف منذ القدم ومن قبل ذلك الأبحاث المعقدة التي تتناول تصوير مراكز معينة في المخ؛ بل إن أدمغة الأمهات لا ترى العيوب في أبنائهن وترى المزايا وتضخمها ومن ثم قيل في المثل الشعبي “القرد في عين أمه غزال”

وهناك مبالغات تم رصدها للأمهات في تراثنا الشعبي تجعلهن سشاهدن أطفالهن بصورة غير واقعية تماما، بل يضعن عليهم من مساحات الجمال ما ليس فيهم، ومن هذا القبيل المثل الشعبي المأثور الذي يقول الخنفسا رأت أولادها على الحائط فقالت “لولي في خيط” وهذا في حقيقة الأمر ضروري جدا لدعم رؤية الحب في أن يتخلى عن انتقاد حبيبه وأن يركز على مزاياه لأن هذا يقوي درجة الحب ويدعمه وهو مطلوب نفسياً ونحتاجه لكي لا نشعر بالنقص لأننا عندما نرى عيوب أحبائنا فإن هذا يؤلمنا لكننا إذا تغاضينا عن هذه العيوب فإننا ندعم مشاعر الرضا والاستقرار بداخلنا وهذا يزيد من تقديرنا لأنفسنا فنحن بذلك نمارس حيلة الإنكار النفسي كي نرى محبوبنا كامل الأوصاف ونسعد به وحين يدب الخلاف بيننا وبين أحبابنا ويصبح الخصام والشقاق والنزاع هو الحال بيننا وبينهم فإننا نكتشف أننا كنا متعامين عن تلك العيوب ولا نراها بإرادتنا.

ويضيف د. حمودة: “حينما نقترب من الآخر ونحبه ونعتبره جزءاً من أنفسنا وامتدادا لنا، وبالتالي فإننا كما لا نرى عيوبنا لا نرى عيوب من نحب، لأنه لم يعد خارجنا بقدر ما هو بداخلنا.. وهذا يفسر لنا أيضاً ما يحدث عندما يخطو الحبيب خطوة إلى الوراء متباعداً عمن يحب فإنه يبدأ في رصد عيوبه التي التي لم يكن يراها عندما كان المحبوب بداخله فهنا يبدأ الجزء الناقد من المخ عمله فنكتشف العيوب ونجسدها ونراها بوضوح متناسين ما كان من حب وهيام وصورة المحبوب في صورة ملائكية بل ومنزهة عن كل عيب أو نقص.. وتنقشع الغمامة من فوق أعيننا لنرى الصورة في وضعها الطبيعي”.

و”عيد الحب” هو احتفال سنوي يحمل تاريخ 14 فبراير من كل عام، وله مسميات أخرى مثل “يوم الحب” أو “عيد العشاق” “يوم القديس فالنتين.

ويحرص المتحابون خلال عيد الحب في استعادة الرومانسية والعواطف، والتعبير عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو من خلال إهداء الزهور وغيرها لأحبائهم.

“شهداء الحب” هو الهدف الأسمى من الاحتفال بعيد الحب، خاصة مع صاحب اليوم “فالنتين”، وبعد ذلك أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي.

أما القديس “فالنتين” فكان كان يعيش في تورني وأصبح أسقفًا لمدينة انترامنا (تورني حاليا) في عام 197 بعد الميلاد، ويُقال إنه قد قُتل فترة الاضطهاد التي تعرض له المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان.

وفي العصر الإغريقي الروماني، يرتبط عيد الحب بالخصوبة والحب، وفي التقويم الأثيني القديم، كان يطلق على الفترة ما بين منتصف يناير ومنتصف فبراير اسم “شهر جامليون” نسبة إلى الزواج المقدس الذي تم بين زوس وهيرا.

وفي روما القديمة، كان لوبركايلي من الطقوس الدينية التي ترتبط بالخصوبة، وكان الاحتفال بمراسمه يبدأ في اليوم الثالث عشر من شهر فبراير، ويمتد حتى اليوم الخامس عشر من نفس الشهر.

لكن في مصر، اختير يوم آخر للاحتفال بعيد الحب المصري، وهو يوم 4 نوفمبر من كل عام، ليعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض بإرسال رسائل حب أو تقديم الهدايا والزهور.

وحمل العام 2020 الذكرى الـ45 على خروج فكرة “عيد الحب المصري” للنور، والتي أطلقها الكاتب الصحفي مصطفى أمين، ولاقت الفكرة صدى في المجتمع المصري إلى الآن.

ويرجع السبب في اختيار هذا اليوم، هو أنه صادف الكاتب الصحفي مصطفى أمين مشاهدة جنازة أثناء مروره بحي السيدة زينب في هذا اليوم عام 1974، جنازة لا يشيعها سوى 3 رجال فقط، وعندما سأل عن سبب ندرة مشيعي هذه الجنازة، عرف أن المتوفى هو رجل عجوز بلغ السبعين من عمره لم يكن يحب أحدا أو يحبه أحد.

ومن هنا اقترح مصطفى أمين في عمود «فكرة» بجريدة «الأخبار»، وأن يكون يوم 4 نوفمبر من كل عام عيدا للحب في مصر، بحيث تكون مناسبة لإظهار مشاعر الحب للآخرين، والتخلص من الهموم والآلام، ويوما تعزز فيه مصر مشاعر الحب الإنساني بين أفراد الأسرة الواحدة، وتجدد عهد الحب والولاء للوطن، عيدا لا ينتهي بتقديم الهدايا، ولكنه يعطي تفاؤل للإنسان.

.